الحبوب مشرف
المساهمات : 56 تاريخ التسجيل : 09/03/2008
| موضوع: رحلــة إلى ... ( أفريقيـــا ) السعودية !! الإثنين مارس 10, 2008 3:04 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيامنا تمضي .. أحيانا سدى .. تتخللها مواقف دامعة .. ساعة نرى ( أفريقيا ) الجائعة .. ومرة ( العراق ) الأسير ..
ويوما وسط الزحام نذكر المغتصبة ( فلسطين ) .. ربما تذكرنا ( الدمعة ) .. وسط جفاء طقسنا ..
صغاراً .. نُعلم أن في أفريقيا شعارات تنصير .. دين مقابل طعام .. فأين نكون منهم .. والدين هناك ( يُغتصب ) !!
والمسلمون يغفلون عن ( القارة المسلمة ) لماذا .. كيف .. السخط يعلو كل جنب .. والآخرون يعملون بصمت !!
ما سأحكيه .. حقيقة .. حصلت الأسبوع الماضي .. لن أقول في عهود التخلف والرجعية .. بل الحاضر !!
تتكفل إحدى الشركات – جزاها الله خيرا – بتوفير المشاريع والتدريب والطعام للمدن النائية ..
التي تتطلبه .. وتنهشها الحاجة الماسة .. فقرٌ وجوعٌ .. وعراء .. يهون عند الجهل المستشري بينهم !!
ثم أناس منعزلون عن العالم الخارجي .. عن عالم ( بلادهم ) .. قبل الغرب والشرق .. ينادون
لا صوتٌ .. ولا إجابة .. حتى باتوا ينتظرون صدى أصواتهم .. عله يفيهم شيئا مما يريدون ..
دنياهم غدت .. ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير .. دعاءٌ .. وتوكل .. إلى الله المشتكى !!
يقص عليّ من سمع بأذنيه من أفواههم .. شخص – أحسبه والله حسبه – ثقة .. توكل إليه مهام المساكين
يقول .. ( أنقلها على لسانه كأنه يحدثكم )
أوكلت لي مهمة زيارة بعض الأماكن في إحدى المناطق .. أنهيت كل الإجراءات .. صرت مستعدا للسفر
استقليت الطائرة .. تدور الأحلام في رأسي الممتلئ .. سأبني وأفعل .. وأساهم وأدرب .. كهذا توقعت ..
هبّت علي نشوة .. رفعت عينيّ .. اللهم أسألك البر .. اللهم وفقني .. وافتح لهم أبواب رزقك ..
وصلت لمبتغاي .. لم أجد غير فندق ( متواضع جدا ) .. وضعت حقائبي وتعبي .. ينتظرني يومٌ شاق ..
قسط من الراحة .. ثم ذهبت للشخص الذي طلب الزيارة .. سلمت عليه .. شخص يوحي مظهره
بالتقى .. بدأنا نتجاذب أطراف الحديث لتزول الحواجز قبل أن يكون الحديث في ماسنفعل ..
كنت سعيدا لهذا الشخص ومن معه .. أناس لم يفقدوا طيبتهم .. يرحبون بضيفهم وكأنه تاجٌ توّج على رؤسهم ..
بدأت أطرح مالديّ .. مارأيكم بـ تدريب أبنائكم .. بناء مدرسة .. أفكار تعقبها أفكار .. لم تنته
قاطعني كبيرهم .. قائلا ( يافلان تدربهم ومافيه أكل ) !!
--- فاصلة ---
حين وصل للجملة هذه .. صعقت .. كنت أبكمَ المجلس .. لم أستوعب .. ثم انسدلت أمامي
كلمات معلميّ .. في أفريقيا وأفريقيا وأفريقيا .. هنا أفريقيـا .. هنا يريدون قوت يومهم ..
هنا تصير المجاعة طويلا .. أبناء بلادي يعانون في منطقة يعرفها الجميع .. ونحن نعيش ليالينا الملاح ..
قُطع حبل أفكاري وأكمل قصته ..
--- نهاية الفاصلة ---
.. سألتهم عن التعليم فأجابوا .. هنا نعلم الصلاة والدين وبعض العلوم مقابل ( حفنة ) طعام نهاية الشهر !!
،، انتهى كلامه ،،
حتى التعليم صار لأجل الطعام .. أبسط حقٍ بشري لم يجدوه .. ونحن هنا ( نتشرط ) فيما نأكل ..
هنا في بلادكم ( أفريقيا ) .. ليست وراء البحر .. ولا خفرٌ يعيق .. رمالنـا رمالهم .. والهواء بيننا متناقل !!
أشفقت على حالي .. حين ( أسخط ) على حرارة الطقس .. أو حين أجد طعاما لا أحبذه .. !!
ألا يستحقون دعوة منّا .. وقرآن الفجر إنه كان مشهودا .. رب الطف بهم ووفق من سعى لصلاح حالهم !!
| |
|